- إنضم
- 26 فبراير 2019
- المشاركات
- 3,764
- مستوى التفاعل
- 144
- النقاط
- 83
- الإقامة
- السعودية
- الموقع الالكتروني
- riomah.com
تصدر منهم سلوكيات مزعجة بهدف عرقلة إبداعات الآخرين
أعداء النجاح ومحاربة المتميز
يتعرض الكثير من الناس إلى سلوكيات مزعجة ومؤذية من الآخرين؛ نتيجة نجاحهم أو تميزهم في العمل أو في الحياة عموماً، سلوكيات من شأنها إلحاق الأذى بهم دون أن يقترفوا أي ذنب سوى أنهم ناجحون ومميزون، وغالباً تأتي تلك السلوكيات ممن هم أقل منهم من حيث القدرات الاجتماعية أو الذهنية.
إن أفضل طريقة للتعامل مع أعداء النجاح هو تجاهلهم وعدم الالتفات إليهم، مع مواصلة التميز سواء كان ذلك على المستوى العملي أو العلمي، كذلك لابد من التخلص من الحساسية تجاه تصرفات الآخرين فالناس متفاوتون، والمهم أن يكون الانسان واثقاً بالله ثم بنفسه، فلا يهتز ولا يرضخ لأية مخاوف، إضافةً إلى أهمية ألاّ يسقط الإنسان في فخ الغرور، وبالتالي النظر إلى غيره بأنهم أقل منه، مما يجعله يحفر "قبر نجاحه" بيده.
تحطيم وتعقيد
وقالت خديجة البلوي -موظفة-: من المؤسف حقيقة أننا نعاني من وجود أعداء النجاح الذين يحاولون بسعيهم وهجومهم المريض محاربة كل ناجح لا يعترفون بتميزه أو إنجازاته، في حين أننا مجتمع مسلم تعلمنا وتربينا على أن نحب لأخوتنا ما نحب لأنفسنا، مسترجعةً العديد من المواقف التي سمعت بها أقوى كلمات التحطيم والتعقيد من زميلاتها بالعمل، مبينةً أنها حينما عزمت على اكمال دراستها العليا وتحقيق طموحاتها العلمية لم تسمع منهن إلاّ عبارات التحطيم التي تهدف إلى إعاقتها وعدم تحقيق طموحها، مضيفةً: "حينما بدأت السير نحو تحقيق هدفي وعدم الالتفات لتلك الأقوال المحبطة تفأجات بما هو أسوأ من الكلام المحبط المباشر لتصل أساليبهن إلى بث الشائعات والاتهامات الزائفة ولكن بصورة خفية لم يتوقعن اكتشافي لها"، مشيرةً إلى أن هناك دائماً من يحرص على بقائك بنفس مستواه ومرتبته كونهم عاجزون تماماً عن المنافسة الشريفة، ذاكرةً أن أكثر ما يثير استياءها هي وجود تلك الفئة بكثرة في بيئات العمل، فلا هم الذين أنجزوا وتميزوا، ولا هم الذين يتركون غيرهم ينجز وينجح.
إحباط ومحاربة
وأوضح ماجد المرزوقي أن النجاح الذي نحققه في حياتنا الشخصية والمهنية يكشف لنا في المقابل عن نفسيات المحيطين بنا، فمنهم الفاشل الذي يريد أن يعمم تجربة فشله على الآخرين، ومنهم الحاقد الذي لا يسره هذا الإنجاز أو ذاك المجهود، ومنهم الخائف على منصبه، أو المغرور ممن يرى نفسه فقط في القمة وكأنها وُجدت له، وجميعهم في النهاية يحاولون إحباط أي مشروع يقودنا للنجاح والابداع، مضيفاً أن أصعب محاولات إعاقة النجاح وإفشاله حينما تكون من أقرب الناس إلينا، وهي محاولات قد نتأخر في اكتشافها وربما نتأثر بها كثيراً، ذاكراً أن كثيراً من الشباب المبدعون فرضوا أنفسهم في مجالات عدة ولديهم طاقات تفرض نفسها لكن كانت بيئة العمل أكثر المحبطين والمحاربين لهم، ناصحاً الشباب الناجحين باتباع الطريقة المثلى لمواجهة تلك الفئة وهي التجاهل والإعراض، إضافةً إلى الاستمرار بخطوات واثقة.
تغافل عن كل من يحاول إحباطك وتخلص من حساسية ردود الفعل ولا تقع في فخ الغرور
عنف وإيذاء
وتحدث د.أسعد صبر - استشاري الطب النفسي- قائلاً: إن كل إنسان لديه جانب يعده الآخرون مزعجاً ويسبب لهم بعض الضيق، لكنه من الطبيعي أن يتحمل الناس هذه السلوكيات؛ لأنها موجودة عند كل البشر، ولأنها لا تسبب الإزعاج الكافي لجعل الناس ينفرون من صاحبها، لكن أحياناً يتعدى الأمر مجرد سلوك مزعج، فيصبح عنيفاً ومؤذياً، مضيفاً: "تتنوع أساليب أعداء النجاح ما بين السخرية اللاذعة وإفشاء الأسرار وعدم احترام مشاعر الآخر، وكذلك ترويج الإشاعات غير الصحيحة، أيضاً نقل صورة مشوهة عن الزميل للرؤساء أو تعطيل مصالحه وغيرها من السلوكيات التي لا مجال لحصرها"، مبيناً أن سلوكيات أعداء النجاح سواء إن كان في مجال العمل أو مجال الأسرة، ينتج عن بعض الأسباب النفسية والاجتماعية، التي تؤدي بشخص إلى أن يقوم بسلوك عنيف تجاه الشخص الآخر، ومن أهم تلك الدوافع التي تدفع الشخص إلى إيذاء الآخر هو الشعور بالتهديد، حيث يحدث حين يشعر الشخص أن زميله أفضل منه في العمل مما يجعله مفضلاً عند الرؤساء، أو يتقاضى راتباً أعلى، مما يجعل الشخص يفكر أن هذا يمثل تهديداً مباشراً لبقائه في العمل، فيلجأ ذلك الشخص الذي يشعر بالتهديد إلى سلوكيات من شأنها تشويه صورة الشخص الكفء، أو التقليل من شأن عمله وإنجازاته.
حقد وحسد
وأوضح د.أسعد صبر أن من ضمن تلك الدوافع أيضاً مشاعر الحقد والحسد، وهي المحركة للسلوك العنيف تجاه الآخرين، فمن يشعر بأنه أقل من غيره، ويعتقد أن ليس لديه من القدرات ما يكفي لأن يصل للمستوى الذي يتمناه، فإنه يبدأ في الشعور بالحقد على الآخرين المتميزين، ولا يجد طريقة ليهدئ بها مشاعره سوى إلحاق الأذى بالآخر بطرق غير مباشرة في أغلب الأحيان، وقد تصل إلى الطرق المباشرة -عنف مباشر- إذا وصل غضبه لمستويات عالية، مضيفاً أنه قد نجد أعداء للنجاح ليس بين الزملاء في العمل، بل من الرئيس لمرؤوسيه، ويحدث هذا حين يتميز أحد الموظفين في العمل في مجال ما، بشكل يجعله مرشحاً للترقية أو للتقدم بأي شكل، وهذا التميز قد يُشعر رئيسه بأنه يفقد السيطرة على أحد مرؤوسيه، وخوفاً منه على زوال تلك السيطرة المزعومة، فإنه يصدر بعض السلوكيات العنيفة نسبياً للتقليل من شأن هذا المرؤوس أو لإشعاره بأنه لا يستحق التقدم فعلاً، مبيناً أنه قد يحدث الأمر بين أفراد الأسرة الواحدة حين يشب أحد الأبناء ويبدأ في الاستقلال بذاته مادياً واجتماعياً، فيخشى أحد الوالدين أن يفقد سيطرته على هذا الابن، مما يدفعه لقمعه وإهانته لإشعاره بأنه غير مؤهل للاستقلال، وأن عليه أن يبقى تحت سيطرة الوالدين.
نتاج التربية
وأشار د.أسعد صبر إلى أنه قد يصدر العنف تجاه أشخاص غير مميزين بالمعنى المفهوم، ويرجع الدافع النفسي هنا إلى شعور الشخص العنيف بأنه قليل أمام نفسه وغير كفء، فبدلاً من أن يختار الطريق الصعب ليطور من نفسه، فإنه يختار الطريق العنيف، حيث يلجأ لإيذاء زملائه حتى يقلل من شأنهم ويقلص الفارق بينه وبينهم، مضيفاً أنه أحياناً يكون السلوك العنيف أو المؤذي تجاه بعض الناجحين أو المتميزين هو نتاج التربية منذ الصغر، فمن تربى على العنف مع والديه لينال ما يريده، لم يتعلم طريقة أخرى لتحقيق أغراضه، فيلجأ تلقائياً إلى إيذاء الآخرين وابتزازهم عاطفياً حتى يحقق الغرض الذي يريده، ذاكراً أن هناك من يلجأ لمثل تلك السلوكيات المزعجة والعنيفة لمجرد أنهم يرون في نجاح الآخرين شيئاً من الملل والتكرار غير المحبب لهم، فيلجؤون لهذا السلوك ظناً منهم أنه يكسر الملل ويشيع البهجة من خلال السخرية والانتقاد اللاذع، أو الحديث المؤذي بدون موضوعية، مؤكداً على أن العامل المشترك بين هذه النماذج وغيرها ممن يُطلَق عليهم أعداء النجاح هو شعورهم بأنهم أقل من غيرهم، ولجوئهم للتقليل من شأن الآخر الناجح بدلاً من تطوير أنفسهم، فهم لا يلتفتون لتطوير أنفسهم ويتخذون الطريق الأسهل، موضحاً أن التعامل مع هؤلاء الأشخاص له طرق متعددة، تتحدد حسب الموقف وحسب الأشخاص المتورطين فيه، لكن مبدئياً يجب أن نعترف أن تجنب هذه السلوكيات أفضل من التعامل معها بشكل مباشر.
تجاهل السلوك
وعن كيفية مواجهتهم والتعامل معهم قال د.أسعد صبر: إنه يجب أولاً على الآباء زرع الثقة في أبنائهم، فشعور شخص ما بأنه أقل من غيره غالباً له جذور في تربيته على يد أبوين منتقدين ودائمي السخرية منه ومن تصرفاته، وفي حال كنت ناجحاً وواجهت شخصاً من هؤلاء في عملك، فأفضل حل لمواجهته هو تجاهله تماماً، فالسلوك العنيف الذي يقوم به يهدف أولاّ إلى تشويشك ولفت انتباهك لقضايا فرعية، مما يؤثر على كفاءتك في العمل الأساسي، تجاهل هذا الشخص سيتيح لك التركيز على نفسك وعلى عملك واستكمال نجاحاتك، وسيشعره بأن ما يفعله ليس له فائدة حقيقية، مما قد يثير تفكيره إلى أن يطور من نفسه، وبهذا تكون قد ساعدته، مضيفاً أنه ليس معنى التجاهل هو ترك الحق، فإن تعرضت للإهانة أو للشكوى لا تتردد بأن تدافع عن نفسك بكل قوة وحزم، لكن بموضوعية تامة، حتى لا تهيئ للشخص الذي أهانك أن كفاءتك قد تأثرت بسلوكياته العنيفة تجاهك.
واثق الخطوة
وقال سلطان العثيم -محاضر في التنمية البشرية-: إن النجاح أحياناً يستفز المحيط فمنهم من يتفاعل وتكون غيرته سلبية، وقد يعقب ذلك أفعال ومقاومة للناجحين وقد لا يحصل ذلك، وهناك غيرة إيجابية تفرز الحماس والطموح والتطلع، لذلك لابد لأي انسان ناجح أن يتحلى بأهم مهارات النجاح وهي الصبر وقوة الصمود أمام أي تحديات أو صعوبات، مضيفاً أنه حينما نرى من يقاومون الناجحين نحمد الله ونشكره لأن هذه المقاومة قد تصنع قوة داخلية كامنة للإنسان وتجعله أكثر حرصاً وقوة، لكن في المقابل من الخطأ أن يدخل الانسان معترك الحياة وهو يعتقد أنه في مدينة فاضلة، بل الواقعية مطلوبة فهناك من يفرحون لنجاحه وهناك العكس، لذلك لابد أن يقترب ممن يكونون شركاء للنجاح، ويحذر من أعداء النجاح حتى لو لبسوا له لباس الحب والصداقة، مبيناً أن مدى تأثيرهم على المجتمع يختلف من شخص لآخر، فمن كان مركز التحكم لديه خارجياً فهو للأسف سوف يتأثر بكل عامل خارجي، وربما غيّر مسار حياته، ومن كان مركز التحكم لديه داخلياً فهو واثق الخطوة عميق التفكير لا تهزه الرياح.
فخ الغرور
وشدّد سلطان العثيم على أهمية أن يعمل الانسان الناجح على الأخذ بأسباب القوة والتمكين مثل التخطيط والصبر، وتكوين الفريق المميز الذي يكون له حلفاء وشركاء في مسيرته العملية، وعلى الانسان الناجح ألاّ يسقط في فخ الغرور بعد النجاح، وعليه أن يتعامل مع أعداء النجاح عبر طرق متعددة من أهمها عدم تعميق العلاقة معهم، ودعاء الله وحسن التوكل عليه، وكذلك تحصين الانسان لنفسه بالأوراد والأدعية الحافظة، مشيراً إلى أهمية التخلص من الحساسية من تصرفات الآخرين فالناس متفاوتون، والمهم أن يكون الانسان واثقاً بالله ثم بنفسه، فلا يهتز ولا يرضخ لمخاوفه أو الاوهام التي يحاول أعداء النجاح تسويقها ليوقفوا الانسان عن مسيرته، مبيناً أنه علينا التأمل في سيرة المصطفى عليه السلام في التعامل مع خصومه وأعدائه، فمنهم من تم احتوائه ومنهم من تم تجاهله، ومن هم من تمت مواجهته إذا لزم الأمر لحسم الصراع، ذاكراً أنه على الشخص الناجح الحرص على أن يكافئ نفسه أمام كل نجاح، وأن يفرح ويحمد الله على ذلك، ويعلم ان الله هو الميسر وهو الحافظ وأن البشر إذا اجتمعوا على عطاء الانسان أو منعه من شيء دون إرادة الله فلن يستطيعوا وهذه قيمة عظيمة تمنحنا الراحة والطمأنينة.
الموظف الناجح هو من يثق في نفسه متجاهلاً إحباطات الآخرين
أعداء النجاح ومحاربة المتميز
يتعرض الكثير من الناس إلى سلوكيات مزعجة ومؤذية من الآخرين؛ نتيجة نجاحهم أو تميزهم في العمل أو في الحياة عموماً، سلوكيات من شأنها إلحاق الأذى بهم دون أن يقترفوا أي ذنب سوى أنهم ناجحون ومميزون، وغالباً تأتي تلك السلوكيات ممن هم أقل منهم من حيث القدرات الاجتماعية أو الذهنية.
إن أفضل طريقة للتعامل مع أعداء النجاح هو تجاهلهم وعدم الالتفات إليهم، مع مواصلة التميز سواء كان ذلك على المستوى العملي أو العلمي، كذلك لابد من التخلص من الحساسية تجاه تصرفات الآخرين فالناس متفاوتون، والمهم أن يكون الانسان واثقاً بالله ثم بنفسه، فلا يهتز ولا يرضخ لأية مخاوف، إضافةً إلى أهمية ألاّ يسقط الإنسان في فخ الغرور، وبالتالي النظر إلى غيره بأنهم أقل منه، مما يجعله يحفر "قبر نجاحه" بيده.
تحطيم وتعقيد
وقالت خديجة البلوي -موظفة-: من المؤسف حقيقة أننا نعاني من وجود أعداء النجاح الذين يحاولون بسعيهم وهجومهم المريض محاربة كل ناجح لا يعترفون بتميزه أو إنجازاته، في حين أننا مجتمع مسلم تعلمنا وتربينا على أن نحب لأخوتنا ما نحب لأنفسنا، مسترجعةً العديد من المواقف التي سمعت بها أقوى كلمات التحطيم والتعقيد من زميلاتها بالعمل، مبينةً أنها حينما عزمت على اكمال دراستها العليا وتحقيق طموحاتها العلمية لم تسمع منهن إلاّ عبارات التحطيم التي تهدف إلى إعاقتها وعدم تحقيق طموحها، مضيفةً: "حينما بدأت السير نحو تحقيق هدفي وعدم الالتفات لتلك الأقوال المحبطة تفأجات بما هو أسوأ من الكلام المحبط المباشر لتصل أساليبهن إلى بث الشائعات والاتهامات الزائفة ولكن بصورة خفية لم يتوقعن اكتشافي لها"، مشيرةً إلى أن هناك دائماً من يحرص على بقائك بنفس مستواه ومرتبته كونهم عاجزون تماماً عن المنافسة الشريفة، ذاكرةً أن أكثر ما يثير استياءها هي وجود تلك الفئة بكثرة في بيئات العمل، فلا هم الذين أنجزوا وتميزوا، ولا هم الذين يتركون غيرهم ينجز وينجح.
إحباط ومحاربة
وأوضح ماجد المرزوقي أن النجاح الذي نحققه في حياتنا الشخصية والمهنية يكشف لنا في المقابل عن نفسيات المحيطين بنا، فمنهم الفاشل الذي يريد أن يعمم تجربة فشله على الآخرين، ومنهم الحاقد الذي لا يسره هذا الإنجاز أو ذاك المجهود، ومنهم الخائف على منصبه، أو المغرور ممن يرى نفسه فقط في القمة وكأنها وُجدت له، وجميعهم في النهاية يحاولون إحباط أي مشروع يقودنا للنجاح والابداع، مضيفاً أن أصعب محاولات إعاقة النجاح وإفشاله حينما تكون من أقرب الناس إلينا، وهي محاولات قد نتأخر في اكتشافها وربما نتأثر بها كثيراً، ذاكراً أن كثيراً من الشباب المبدعون فرضوا أنفسهم في مجالات عدة ولديهم طاقات تفرض نفسها لكن كانت بيئة العمل أكثر المحبطين والمحاربين لهم، ناصحاً الشباب الناجحين باتباع الطريقة المثلى لمواجهة تلك الفئة وهي التجاهل والإعراض، إضافةً إلى الاستمرار بخطوات واثقة.
تغافل عن كل من يحاول إحباطك وتخلص من حساسية ردود الفعل ولا تقع في فخ الغرور
عنف وإيذاء
وتحدث د.أسعد صبر - استشاري الطب النفسي- قائلاً: إن كل إنسان لديه جانب يعده الآخرون مزعجاً ويسبب لهم بعض الضيق، لكنه من الطبيعي أن يتحمل الناس هذه السلوكيات؛ لأنها موجودة عند كل البشر، ولأنها لا تسبب الإزعاج الكافي لجعل الناس ينفرون من صاحبها، لكن أحياناً يتعدى الأمر مجرد سلوك مزعج، فيصبح عنيفاً ومؤذياً، مضيفاً: "تتنوع أساليب أعداء النجاح ما بين السخرية اللاذعة وإفشاء الأسرار وعدم احترام مشاعر الآخر، وكذلك ترويج الإشاعات غير الصحيحة، أيضاً نقل صورة مشوهة عن الزميل للرؤساء أو تعطيل مصالحه وغيرها من السلوكيات التي لا مجال لحصرها"، مبيناً أن سلوكيات أعداء النجاح سواء إن كان في مجال العمل أو مجال الأسرة، ينتج عن بعض الأسباب النفسية والاجتماعية، التي تؤدي بشخص إلى أن يقوم بسلوك عنيف تجاه الشخص الآخر، ومن أهم تلك الدوافع التي تدفع الشخص إلى إيذاء الآخر هو الشعور بالتهديد، حيث يحدث حين يشعر الشخص أن زميله أفضل منه في العمل مما يجعله مفضلاً عند الرؤساء، أو يتقاضى راتباً أعلى، مما يجعل الشخص يفكر أن هذا يمثل تهديداً مباشراً لبقائه في العمل، فيلجأ ذلك الشخص الذي يشعر بالتهديد إلى سلوكيات من شأنها تشويه صورة الشخص الكفء، أو التقليل من شأن عمله وإنجازاته.
حقد وحسد
وأوضح د.أسعد صبر أن من ضمن تلك الدوافع أيضاً مشاعر الحقد والحسد، وهي المحركة للسلوك العنيف تجاه الآخرين، فمن يشعر بأنه أقل من غيره، ويعتقد أن ليس لديه من القدرات ما يكفي لأن يصل للمستوى الذي يتمناه، فإنه يبدأ في الشعور بالحقد على الآخرين المتميزين، ولا يجد طريقة ليهدئ بها مشاعره سوى إلحاق الأذى بالآخر بطرق غير مباشرة في أغلب الأحيان، وقد تصل إلى الطرق المباشرة -عنف مباشر- إذا وصل غضبه لمستويات عالية، مضيفاً أنه قد نجد أعداء للنجاح ليس بين الزملاء في العمل، بل من الرئيس لمرؤوسيه، ويحدث هذا حين يتميز أحد الموظفين في العمل في مجال ما، بشكل يجعله مرشحاً للترقية أو للتقدم بأي شكل، وهذا التميز قد يُشعر رئيسه بأنه يفقد السيطرة على أحد مرؤوسيه، وخوفاً منه على زوال تلك السيطرة المزعومة، فإنه يصدر بعض السلوكيات العنيفة نسبياً للتقليل من شأن هذا المرؤوس أو لإشعاره بأنه لا يستحق التقدم فعلاً، مبيناً أنه قد يحدث الأمر بين أفراد الأسرة الواحدة حين يشب أحد الأبناء ويبدأ في الاستقلال بذاته مادياً واجتماعياً، فيخشى أحد الوالدين أن يفقد سيطرته على هذا الابن، مما يدفعه لقمعه وإهانته لإشعاره بأنه غير مؤهل للاستقلال، وأن عليه أن يبقى تحت سيطرة الوالدين.
نتاج التربية
وأشار د.أسعد صبر إلى أنه قد يصدر العنف تجاه أشخاص غير مميزين بالمعنى المفهوم، ويرجع الدافع النفسي هنا إلى شعور الشخص العنيف بأنه قليل أمام نفسه وغير كفء، فبدلاً من أن يختار الطريق الصعب ليطور من نفسه، فإنه يختار الطريق العنيف، حيث يلجأ لإيذاء زملائه حتى يقلل من شأنهم ويقلص الفارق بينه وبينهم، مضيفاً أنه أحياناً يكون السلوك العنيف أو المؤذي تجاه بعض الناجحين أو المتميزين هو نتاج التربية منذ الصغر، فمن تربى على العنف مع والديه لينال ما يريده، لم يتعلم طريقة أخرى لتحقيق أغراضه، فيلجأ تلقائياً إلى إيذاء الآخرين وابتزازهم عاطفياً حتى يحقق الغرض الذي يريده، ذاكراً أن هناك من يلجأ لمثل تلك السلوكيات المزعجة والعنيفة لمجرد أنهم يرون في نجاح الآخرين شيئاً من الملل والتكرار غير المحبب لهم، فيلجؤون لهذا السلوك ظناً منهم أنه يكسر الملل ويشيع البهجة من خلال السخرية والانتقاد اللاذع، أو الحديث المؤذي بدون موضوعية، مؤكداً على أن العامل المشترك بين هذه النماذج وغيرها ممن يُطلَق عليهم أعداء النجاح هو شعورهم بأنهم أقل من غيرهم، ولجوئهم للتقليل من شأن الآخر الناجح بدلاً من تطوير أنفسهم، فهم لا يلتفتون لتطوير أنفسهم ويتخذون الطريق الأسهل، موضحاً أن التعامل مع هؤلاء الأشخاص له طرق متعددة، تتحدد حسب الموقف وحسب الأشخاص المتورطين فيه، لكن مبدئياً يجب أن نعترف أن تجنب هذه السلوكيات أفضل من التعامل معها بشكل مباشر.
تجاهل السلوك
وعن كيفية مواجهتهم والتعامل معهم قال د.أسعد صبر: إنه يجب أولاً على الآباء زرع الثقة في أبنائهم، فشعور شخص ما بأنه أقل من غيره غالباً له جذور في تربيته على يد أبوين منتقدين ودائمي السخرية منه ومن تصرفاته، وفي حال كنت ناجحاً وواجهت شخصاً من هؤلاء في عملك، فأفضل حل لمواجهته هو تجاهله تماماً، فالسلوك العنيف الذي يقوم به يهدف أولاّ إلى تشويشك ولفت انتباهك لقضايا فرعية، مما يؤثر على كفاءتك في العمل الأساسي، تجاهل هذا الشخص سيتيح لك التركيز على نفسك وعلى عملك واستكمال نجاحاتك، وسيشعره بأن ما يفعله ليس له فائدة حقيقية، مما قد يثير تفكيره إلى أن يطور من نفسه، وبهذا تكون قد ساعدته، مضيفاً أنه ليس معنى التجاهل هو ترك الحق، فإن تعرضت للإهانة أو للشكوى لا تتردد بأن تدافع عن نفسك بكل قوة وحزم، لكن بموضوعية تامة، حتى لا تهيئ للشخص الذي أهانك أن كفاءتك قد تأثرت بسلوكياته العنيفة تجاهك.
واثق الخطوة
وقال سلطان العثيم -محاضر في التنمية البشرية-: إن النجاح أحياناً يستفز المحيط فمنهم من يتفاعل وتكون غيرته سلبية، وقد يعقب ذلك أفعال ومقاومة للناجحين وقد لا يحصل ذلك، وهناك غيرة إيجابية تفرز الحماس والطموح والتطلع، لذلك لابد لأي انسان ناجح أن يتحلى بأهم مهارات النجاح وهي الصبر وقوة الصمود أمام أي تحديات أو صعوبات، مضيفاً أنه حينما نرى من يقاومون الناجحين نحمد الله ونشكره لأن هذه المقاومة قد تصنع قوة داخلية كامنة للإنسان وتجعله أكثر حرصاً وقوة، لكن في المقابل من الخطأ أن يدخل الانسان معترك الحياة وهو يعتقد أنه في مدينة فاضلة، بل الواقعية مطلوبة فهناك من يفرحون لنجاحه وهناك العكس، لذلك لابد أن يقترب ممن يكونون شركاء للنجاح، ويحذر من أعداء النجاح حتى لو لبسوا له لباس الحب والصداقة، مبيناً أن مدى تأثيرهم على المجتمع يختلف من شخص لآخر، فمن كان مركز التحكم لديه خارجياً فهو للأسف سوف يتأثر بكل عامل خارجي، وربما غيّر مسار حياته، ومن كان مركز التحكم لديه داخلياً فهو واثق الخطوة عميق التفكير لا تهزه الرياح.
فخ الغرور
وشدّد سلطان العثيم على أهمية أن يعمل الانسان الناجح على الأخذ بأسباب القوة والتمكين مثل التخطيط والصبر، وتكوين الفريق المميز الذي يكون له حلفاء وشركاء في مسيرته العملية، وعلى الانسان الناجح ألاّ يسقط في فخ الغرور بعد النجاح، وعليه أن يتعامل مع أعداء النجاح عبر طرق متعددة من أهمها عدم تعميق العلاقة معهم، ودعاء الله وحسن التوكل عليه، وكذلك تحصين الانسان لنفسه بالأوراد والأدعية الحافظة، مشيراً إلى أهمية التخلص من الحساسية من تصرفات الآخرين فالناس متفاوتون، والمهم أن يكون الانسان واثقاً بالله ثم بنفسه، فلا يهتز ولا يرضخ لمخاوفه أو الاوهام التي يحاول أعداء النجاح تسويقها ليوقفوا الانسان عن مسيرته، مبيناً أنه علينا التأمل في سيرة المصطفى عليه السلام في التعامل مع خصومه وأعدائه، فمنهم من تم احتوائه ومنهم من تم تجاهله، ومن هم من تمت مواجهته إذا لزم الأمر لحسم الصراع، ذاكراً أنه على الشخص الناجح الحرص على أن يكافئ نفسه أمام كل نجاح، وأن يفرح ويحمد الله على ذلك، ويعلم ان الله هو الميسر وهو الحافظ وأن البشر إذا اجتمعوا على عطاء الانسان أو منعه من شيء دون إرادة الله فلن يستطيعوا وهذه قيمة عظيمة تمنحنا الراحة والطمأنينة.
الموظف الناجح هو من يثق في نفسه متجاهلاً إحباطات الآخرين